الحمل وفقر الدم: دليل شامل للأمهات

الحمل فترة مليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية، ومن المهم جدًا الاهتمام بصحة الأم والجنين على حد سواء. أحد المشاكل الصحية الشائعة التي قد تواجهها الحامل هو فقر الدم. في هذه المدونة، سنستعرض كل ما تحتاجين معرفته عن فقر الدم أثناء الحمل، من الأسباب والأعراض إلى التشخيص والعلاج والوقاية.


ما هو فقر الدم؟

فقر الدم هو حالة تحدث عندما يكون لديك عدد قليل جدًا من خلايا الدم الحمراء السليمة، أو عندما لا تحتوي خلايا الدم الحمراء على ما يكفي من الهيموجلوبين. الهيموجلوبين هو بروتين غني بالحديد يحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. خلال فترة الحمل، يزداد حجم الدم في جسمك لتلبية احتياجات الجنين، مما قد يؤدي إلى انخفاض تركيز خلايا الدم الحمراء وبالتالي الإصابة بفقر الدم.

أنواع فقر الدم الأكثر شيوعًا أثناء الحمل:

فقر الدم الناجم عن نقص الحديد: هذا هو النوع الأكثر شيوعًا، ويحدث عندما لا يحتوي جسمك على ما يكفي من الحديد لإنتاج الهيموجلوبين.

فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك: حمض الفوليك (فيتامين B9) ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء، ونقصه يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم.

فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين B12: فيتامين B12 ضروري أيضًا لإنتاج خلايا الدم الحمراء، ويمكن أن يؤدي نقصه إلى فقر الدم.

الصورة بواسطة سبيس أكس ، @spacex

أسباب فقر الدم أثناء الحمل:

  • زيادة حجم الدم: خلال الحمل، يزداد حجم الدم في الجسم بنسبة تصل إلى 50٪ لتلبية احتياجات الجنين، مما قد يخفف من تركيز خلايا الدم الحمراء.
  • زيادة الحاجة إلى الحديد: يحتاج الجنين إلى الحديد لنموه وتطوره، وتزداد الحاجة إلى الحديد أثناء الحمل.
  • سوء التغذية: عدم الحصول على ما يكفي من الحديد وحمض الفوليك وفيتامين B12 في النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم.
  • القيء والغثيان: يمكن أن يؤدي القيء والغثيان المستمران أثناء الحمل إلى صعوبة الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية.
  • الحمل المتكرر: النساء اللواتي يحملن بشكل متكرر قد يكن أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم.

أعراض فقر الدم أثناء الحمل:

قد لا تظهر على بعض النساء أي أعراض لفقر الدم، خاصة في الحالات الخفيفة. ومع ذلك، تشمل الأعراض الشائعة:

  • التعب والإرهاق
  • الضعف
  • ضيق التنفس
  • الدوار أو الإغماء
  • الصداع
  • شحوب البشرة والشفاه والأظافر
  • برودة اليدين والقدمين
  • تسارع ضربات القلب
  • الرغبة الشديدة في تناول أشياء غير غذائية (مثل الثلج أو الطين)

تشخيص فقر الدم أثناء الحمل:

يتم تشخيص فقر الدم من خلال فحص الدم الروتيني الذي يتم إجراؤه أثناء زيارات الرعاية السابقة للولادة. قد يشمل ذلك:

اختبار تعداد الدم الكامل (CBC): يقيس عدد خلايا الدم الحمراء ومستوى الهيموجلوبين والهيماتوكريت (نسبة حجم خلايا الدم الحمراء إلى الحجم الكلي للدم).

اختبارات الحديد: تقيس مستويات الحديد في الدم، بما في ذلك الفيريتين (مخزون الحديد في الجسم).

اختبارات فيتامين B12 وحمض الفوليك: تقيس مستويات هذه الفيتامينات في الدم.

علاج فقر الدم أثناء الحمل:

  • يعتمد علاج فقر الدم على نوعه وشدته. قد يشمل العلاج:
  • مكملات الحديد: غالبًا ما يوصي الأطباء بمكملات الحديد للنساء الحوامل المصابات بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  • مكملات حمض الفوليك: قد تكون ضرورية لعلاج فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك.
  • مكملات فيتامين B12: قد تكون ضرورية لعلاج فقر الدم الناجم عن نقص فيتامين B12.
  • تغييرات في النظام الغذائي: تناول الأطعمة الغنية بالحديد وحمض الفوليك وفيتامين B12، مثل اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك والخضروات الورقية الخضراء والفول والحبوب المدعمة.
  • نقل الدم: في الحالات الشديدة من فقر الدم، قد يكون نقل الدم ضروريًا.

مضاعفات فقر الدم أثناء الحمل:

  • إذا تُرك فقر الدم دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات لكل من الأم والجنين، بما في ذلك:
  • للأم:
  • التعب الشديد
  • زيادة خطر الولادة المبكرة
  • زيادة خطر الحاجة إلى نقل الدم أثناء الولادة
  • الاكتئاب بعد الولادة
  • للجنين:
  • الولادة المبكرة
  • انخفاض الوزن عند الولادة
  • تأخر النمو والتطور
  • زيادة خطر الإصابة بفقر الدم في مرحلة الطفولة

الوقاية من فقر الدم أثناء الحمل:

يمكن الوقاية من فقر الدم أثناء الحمل أو تقليل خطر الإصابة به من خلال:

  • اتباع نظام غذائي صحي: تناولي نظامًا غذائيًا غنيًا بالحديد وحمض الفوليك وفيتامين B12.
  • تناول مكملات الفيتامينات قبل الولادة: تناولي الفيتامينات الموصوفة من قبل الطبيب، والتي غالبًا ما تحتوي على الحديد وحمض الفوليك.
  • السيطرة على الغثيان والقيء: إذا كنت تعانين من الغثيان والقيء الشديدين، فاطلبي المساعدة الطبية للحصول على العلاج المناسب.
  • المتابعة المنتظمة مع الطبيب: تأكدي من إجراء فحوصات الدم الروتينية أثناء الحمل لتشخيص فقر الدم وعلاجه في وقت مبكر.

نصائح إضافية:

  • الحديد: لتعزيز امتصاص الحديد، تناولي الأطعمة الغنية بالحديد مع الأطعمة الغنية بفيتامين C (مثل البرتقال والفراولة والطماطم). تجنبي تناول الحديد مع منتجات الألبان أو الشاي أو القهوة، لأنها يمكن أن تعيق امتصاصه.
  • حمض الفوليك: ابدأي في تناول مكملات حمض الفوليك قبل الحمل بفترة كافية، حيث إنه ضروري لتكوين الأنبوب العصبي للجنين في المراحل المبكرة من الحمل.
  • شرب الكثير من السوائل: يساعد شرب الكثير من الماء في منع الإمساك، وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة لمكملات الحديد.
  • راحة كافية: احصلي على قسط كافٍ من الراحة، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تقليل التعب المرتبط بفقر الدم.

الخلاصة:

فقر الدم هو حالة شائعة أثناء الحمل، ولكن يمكن إدارته وعلاجه بفعالية. من خلال اتباع نظام غذائي صحي وتناول المكملات الموصوفة من قبل الطبيب وإجراء فحوصات الدم الروتينية، يمكنك الحفاظ على صحتك وصحة جنينك. إذا كنت تعانين من أي أعراض لفقر الدم، فلا تترددي في استشارة طبيبك على الفور.

ملاحظة:

استشيري دائمًا طبيبتك للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين

كيف تحسبين موعد ولادتكِ؟
حساب موعد الولادة من أكثر ما يشغل ذهن المرأة الحامل، فالكثيرات يرغبن في تحديد موعد الولادة الدقيق أو التقريبي حتى تكون مستعدة نفسيا وبدنيا لاستقبال طفلها، وكل طبيب لديه طريقته الخاصة في حساب موعد الولادة.