تقبل الذات أنكِ أم غير مثالية

من الشائع أن تشعر الأمهات بالكآبة والقلق بعد يومين أو ثلاثة أيام من الولادة. وقد تجد الأم نفسها تبكي دون سبب، أو تواجه صعوبة في النوم، أو تشك في قدرتها على رعاية الطفل الجديد. وتوضّح الدكتورة ستوبي أن ذلك "يعود بصفة أساسية للتغيير الذي يطرأ على هرمون البروجستيرون". ولكن من غير المرجح أن تكون التغييرات الهرمونية هي السبب الوحيد.

تقبل الذات خلال الحمل

الحمل هو فترة من التغيرات الجسدية والعاطفية العميقة. تتغير احتياجات الجسم وشكله، وقد تشعر الحامل في بعض الأحيان بالقلق إزاء صحة طفلها أو مظهرها. ومع ذلك، يجب على الأم أن تتذكر أن كل امرأة تمر بتجارب مختلفة، وأن جمال الحمل يكمن في كونه تجربة فريدة لا يمكن تكرارها.

تقبل التغيرات الجسدية هو جزء مهم من هذه المرحلة. يمكن للأم أن تساعد نفسها من خلال ممارسة الأنشطة البدنية المناسبة، مثل المشي أو اليوغا، والتي تساعد في تحسين المزاج وتعزيز الصحة العامة. علاوة على ذلك، من المهم أن تحيط الأم نفسها بأشخاص داعمين يقدمون الدعم العاطفي، فتكون قادرة على التعامل مع الضغوط.

تقبل الذات خلال مرحلة الرضاعة

عندما تنتقل الأم إلى مرحلة الرضاعة، تواجه تحديات جديدة. قد تكون الأم متعبة، وتتنافس مع ضغوط الحياة اليومية. في هذه الأثناء، يبرز شعور عدم الكمال بشكل كبير: هل أقدم القدر الكافي من الحليب؟ هل أعتني بطفلي بشكل صحيح؟ أم أنني أحتاج للراحة أكثر؟

هنا، يأتي دور تقبل النفس وعدم الكمال. يجب أن تتذكر الأم أن كل ما تقدمه لطفلها هو أفضل ما يمكن، وأنه ليس هناك أم مثالية. الرضاعة ليست مجرد توفير الغذاء، بل هي أيضاً خلق علاقة حميمة بين الأم وطفلها. يمكن للأم أن تعزز من تجربتها بتقبل اللحظات الجميلة والصعبة، وأن تدرك أن السعي للكمال يمكن أن يكون مرهقًا.

نعمة عدم الكمال

عدم الكمال ليس عيبًا، بل هو نعمة. يُتيح للأم أن تكون أكثر مرونة وقبولًا لتجاربها. من خلال قبول اللون الرمادي في حياتها، يمكن للأم أن تستمتع باللحظات، سواء كانت بسيطة أو معقدة. عدم الكمال يعني الاعتراف بأن كل تجربة تحمل قيمتها الخاصة، وأن السعي نحو الكمال قد يجعلها تفوت اللحظات الصغيرة التي يمكن أن تكون مغذية وملهمة


نصائح لتقبل الذات

ممارسة الوعي الذاتي: خصّصي بعض الوقت لنفسك لتدوين مشاعرك وأفكارك. هذا سيساعدك على فهم ما يزعجك وماذا تحتاجين.

ابحثي عن الدعم: اجمعي حولك شبكة دعم من الأصدقاء والعائلة. تبادل الخبرات مع أمهات أخريات يساعد على الشعور بأنك لست وحدك في هذه التجربة.

اختصري التوقعات: اقبلِ أنه لا يوجد نموذج واحد للأم المثالية. كل أم لديها طريقتها الخاصة، وكل طفل يحتاج لعناية مختلفة.

احرصي على الراحة: امنحي نفسك فترات راحة واستمتعي باللحظات الصغيرة، فالعناية بنفسك جزء أساسي من العناية بطفلك.

احتفل بالإنجازات البسيطة: لاحظي كل إنجاز صغير تحققيه. سواء كان ذلك في تنظيم وقتك أو توفير الرعاية لطفلك، فكل خطوة تستحق الاحتفال.

إن تقبل الأم الحامل والمرضعة لنفسها هو أحد المفاتيح الأساسية للاستمتاع بهذه المرحلة منه. من خلال الاعتراف بنعمة عدم الكمال، يمكن للأم أن تعيش تجربة الأمومة بشكل أكثر عمقاً وتقديراً. دعونا نحتفل بجمال هذه الرحلة، بكل تحدياتها ولحظاتها الثمينة، ونمنح أنفسنا الإذن لتكون غير مثالية.

هذه المعلومات ليست بديلاً عن المشورة الطبية المتخصصة.
إذا كنتِ تعانين من أي مشاكل صحية، فيجب عليكِ استشارة طبيبكِ. الحمل هو عملية فسيولوجية طبيعية تحدث عندما يتم تخصيب البويضة من قبل الحيوان المنوي، مما يؤدي إلى تطور الجنين. تتراوح مدة الحمل الطبيعي عادةً حوالي 40 أسبوعًا (280 يومًا) من اليوم الأول من آخر دورة شهرية للمرأة. يمكن تقسيم الحمل إلى ثلاثة أثلاث، كل منها يمثل فترة زمنية مختلفة من التطور الجنيني والتغيرات الجسدية لدى الأم.