تُعتبر فترة ما بعد الولادة مرحلة حساسة وخاصّة في حياة الأمهات، حيث تتطلب الرعاية الفائقة للطفل والتركيز على التكيف مع التغيرات الجسدية والنفسية. ومع ذلك، فإن العودة إلى ممارسة الرياضة بعد الولادة تعد مهمة مهمة للعديد من الأمهات، ليس فقط من أجل استعادة اللياقة البدنية، ولكن أيضًا من أجل تعزيز الصحة النفسية والشعور بالرفاهية. في هذا المقال، سوف نتناول متى يمكن للأم أن تبدأ بممارسة الرياضة بعد الولادة، وما هي الاعتبارات المهمة التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار.
تختلف فترة الاستعداد لممارسة الرياضة بعد الولادة من امرأة لأخرى، وتعتمد على عدة عوامل تشمل نوع الولادة (طبيعية أو قيصرية) وصحة الأم العامة. بشكل عام، يقدم الأطباء النصائح التالية:
الولادة الطبيعية:
الستة أسابيع الأولى: بعد الولادة الطبيعية، يُنصح بالانتظار لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع قبل البدء في ممارسة الرياضة. خلال هذه الفترة، يجب تركيز الأمهات على التعافي والاسترخاء، واعتبار النشاطات اليومية البسيطة كالمشي الخفيف بمثابة بداية جيدة.
الولادة القيصرية:
ثمانية أسابيع: بالنسبة للأمهات اللواتي خضعن لعملية ولادة قيصرية، يُفضل الانتظار حتى مرور 8 إلى 10 أسابيع قبل العودة إلى ممارسة الرياضة. يحتاج الجسم وقتًا أطول للتعافي بعد هذه العملية، ومن المهم التحدث مع الطبيب حول متى يمكن البدء بالتدريبات.
عند العودة إلى ممارسة الرياضة، يجب على الأمهات اختيار الأنشطة التي تتناسب مع مستوى لياقتهن البدنية وتفضيلاتهن. إليك بعض الاقتراحات:
المشي: يعد المشي من أسهل وأفضل الأنشطة التي يمكن للأمهات القيام بها بعد الولادة. يمكن البدء بجولات قصيرة وزيادة المسافة والوقت تدريجياً.
التمارين الهوائية: مثل السباحة أو ركوب الدراجة، حيث توفر هذه الأنشطة فرصة جيدة لزيادة اللياقة البدنية دون الضغط على الجسم.
تمارين تقوية الجسم: مثل تمارين البطن والظهر، حيث يمكن البدء بتدريبات خفيفة و زيادة الشدة مع الوقت.
تمارين الاسترخاء: مثل اليوغا أو التمدد، والتي تساعد على تحفيز الجسم على التعافي وتحسين الصحة النفسية.
استمعي لجسدك: من المهم أن تكوني حساسة لجسدك وتستمعي إليه. إذا شعرت بأي ألم أو تعب شديد، يُفضل التوقف واستشارة طبيب.
استشارة الطبيب: قبل البدء في أي برنامج رياضي، يُستحسن التشاور مع طبيبك الخاص للتأكد من جاهزيتك.
تحديد الأهداف: حاولي تحديد أهداف واقعية تناسب حالتك البدنية وظروفك كأم جديدة.
اجعليها نشاطاً ممتعاً: اختاري أنشطة تتحمسين لها وأشركي الأصدقاء أو العائلة لتجعل التجربة أكثر متعة.
ممارسة الرياضة بعد الولادة هي خطوة مهمة نحو تعزيز الصحة النفسية والجسدية. يجب أن يتم ذلك بشكل تدريجي ومع الانتباه للتغيرات في الجسم. الأهم هو الاستمتاع بهذه الرحلة والحرص على تحقيق التوازن بين العناية بالطفل واعتناء الذات. تذكري أن كل أم بحاجة إلى الوقت لتجد توازنها، ولا تتسرعي في العودة إلى الأنشطة الرياضية القاسية.